يعتقد الأشاعرة أن الله لا يتكلم بصوت وحرف خلافاً لعقيده سلف الأمة إنما يقولون بالمعنى النفسي وأن القرآن عبارة عن كلام الله أو دال على كلام الله عبّر عنه جبريل عليه السلام المعنى من الله واللفظ من جبريل وعقيدتهم في كلام الله قريبة من قول المعتزلة بخلق القرآن ، حيث يقول البيجوري في شرح جوهرة التوحيد فكل نص دل ظاهره على حدوث القرآن يحمل على اللفظ المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم أي على القرآن بمعنى اللفظ ، لا بمعنى الكلام الذي هو المعنى النفسي الأزلي القائم بذاته تعالى. واللفظ المنزل هو اللفظ المتعبد بتلاوته ، المتحدي بأقصر سورة منه. ومعنى المتعبد بتلاوته: أن من خصائص هذا الكتاب الكريم، أن مجرد قراءته تكسب القارىء أجراً ومثوبة من الله تعالى، وأن ذلك يعتبر نوعاً من العبادة المشروعة، وأن الصلاة لا تصح إلا بقراءة شيء منه. وهو الذي خلقه الله تعالى أولاً في اللوح المحفوظ ، ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا في محل يقال له: بيت العزة، في ليلة القدر ..... ، ثم قال أي كل نص دل على الحدوث يحمل على القرآن بمعنى اللفظ المقروء الدال على الصفة القديمة القائمة بذاته تعالى بطريق الالتزام لكن يمتنع أن يقال: القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم .( شرح جوهرة التوحيد ص 117 / عند قول الناظم ونزه القرآن أي كلامه عن الحدوث واحذر انتقامه
فكل نص للحدوث دلا احمل على اللفظ الذي قد دلا )
ويقول الاشاعرة أن كلام الله النفسي شيء واحد والقرآن عبارة عنه وأختلفوا هل الالفاظ من جبريل أم من محمد صلةى الله عليه وسلم وقالوا كلام الله النفسي إن عبر عنه بالعربية فهو قرآن وإن عبر عنه السريانية فهو انجيل وإن عبر عنه بالعربية فهو توراة
ويلزمهم من هذا الاعتقاد عدة لوازم هي :
1- أنه لا فرق بين القرآن والحديث القدسي
2- يلزمهم أن القرآن مخلوق ولذا يقولون أنه لا يقال مخلوق إلا في مقام التعليم وهم لا يصرحون وقد قال سعيد فودة القرآن كلام الله مجازاً
3- يلزمهم من ذلك أنه إذا ترجمت معاني القرآن إلى العبرية صارت توراة وإذا ترجمت إلى السريانية صارت أنجيلاً
3-يلزمهم من ذلك أن الله لما كلم موسى خلق كلاما ً وجعله في الشجرة
5- يلزمهم من ذلك أن موسى علم ما في نفس الله وكذلك كل الانبياء لأن معاني كلام الله عندهم وقد قال الله عز وجل عن عيسى عليه السلام تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك
6- يلزمهم من ذلك أن حفظة القرآن أحاطوا بكلام الله والله عز وجل يقول قل لو كان البحر مداداً لكمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً
7-يلزمهم من ذلك أن الاخرس متكلم على الحقيقة لأن عنده كلام نفسي
7- أختلف الأشاعرة هل القرآن أفضل أم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد رجح البيجوري في الجوهرة أن محمداً لأنه أفضل مخلوق مما يؤكد قولهم بخلق القرآن فهم معتزلة وسبب قولهم بالكلام النفسي نفيهم قيام الحوادث بأفعال الله لذا أنكروا الصوت والحرف وقالوا بالكلام النفسي